كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وقرأ الباقون {سيناء} بالفتح وهما لغتان أصله سرياني قال مجاهد الطور الجبل والسيناء الحجارة المباركة.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {تنبت بالدهن} بضم التاء وقرأ الباقون بالفتح قال الفراء هما لغتان يقال نبت الشجر وأنبت قال الشاعر:
رأيت ذوي الحاجات حول بيوتها ** قطينا لهم حتى إذا انبت البقل

وهو كقوله: {فأسر بأهلك} بوصل الألف وبقطعها ومعنى {تنبت بالدهن} أي تنبت وفيها دهن ومعها صبغ كما تقول جاءني زيد بالسيف تريد جاءني ومعه السيف وقال قوم من قرأ {تنبت} بالرفع فالباء زائدة وقالوا إن نبت وأنبت في معنى واحد.
{وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها} 21.
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر {وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم} بفتح النون وقرأ الباقون بالرفع قال سيبويه والخليل سقيته كقوله ناولته فشرب وأسقيته جعلت له سقيا وقال آخرون سقى وأسقى لغتان وأنشدوا:
سقى قومي بني مجد وأسقى ** نميرا والقبائل من هلال

{فاسلك فيها من كل زوجين اثنين وأهلك} 27.
قرأ حفص {من كل زوجين} منونا أراد من كل شيء فحذف كما حذف من قوله: {كل أتوه} و{زوجين} معفول به واثنين وصف له وتقدير الكلام اسلك فيها زوجين اثنين من كل أي من كل جنس ومن كل الحيوان كما قال ولكل وجهة أي ولكل إنسان قبلة لأن كلا وبعضا يقتضيان مضافا إليهما.
وقرأ الباقون {من كل زوجين} مضافا أضافوا كلا إلى {زوجين} و{اثنين} مفعول به.
{وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين} 29.
قرأ أبو بكر {وقل رب أنزلني منزلا} بفتح الميم وكسر الزاي جعله اسما للمكان كأنه قال أنزلني دارا مباركة والمنزل اسم لكل ما نزلت فيه.
وقرأ الباقون {منزلا} بضم الميم وفتح الزاي جعلوه مصدرا بمعنى الإنزال تقول أنزلته إنزالا مباركا ومنزلا.
{ثم أرسلنا رسلنا تترا} 44.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {ثم أرسلنا رسلنا تترى} منونا وقرأ الباقون {تترى} فعلى.
ومعنى {تترى} من المواترة والمواترة أن يتبع الخبر الخبر والكتاب الكتاب ولا يكون بين ذلك فصل كثير قال الأصمعي المواترة من واترت الخبر أتبعت بعضه بعضا وبين الخبر هنيهة وقال غيره المواترة المتابعة وجاء في التفسير تترى يتبع بعضه بعضا وقال الزجاج وأصل هذا كله الوتر وهو الفرد أي جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا.
فمن قرأ بالتنوين فمعناه وترا فأبدل التاء من الواو كما قالوا التكلان من الوكالة وتجاه وإنما هو وجاه وحجته ذكرها اليزيدي فقال هي من وترت والدليل على ذلك أنها كتبت بالألف وهي لغة قريش ولو كانت من ذوات الياء لكانت مكتوبة بالياء تترى كما كتبوا يخشى ويرعى بالياء فذهب اليزيدي إلى أنها بمعنى المصدر وأن الألف التي بعد الراء عوض من التنوين في الوقف من قوله وتر يتر وترا مثل ضرب يضرب ضربا فإن قيل فأين الفعل الذي هو صدره قلت صدر هذا المصدر عن معنى الفعل لا عن لفظه كأنه حين قال: {ثم أرسلنا رسلنا} قال وترنا رسلنا فجعل تترا صادرا عن غير لفظ الفعل وحجة من لم ينون أن الألف التي بعد الراء ألف تأنيث فتقول تترى على وزن فعلى مثل شكوى وهذا هو الأقيس ألا تصرف لأن المصادر تلحق أواخرها ألف التأنيث كالدعوى والشورى والذكرى ونحوها.
{وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} 50.
قرأ عاصم وابن عامر {إلى ربوة} بالفتح وقرأ الباقون بالرفع وهما لغتان.
{وإن هذه أمتكم أمة واحدة} 52.
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {وأن هذه أمتكم} بفتح الألف وقرأ أهل الكوفة وإن بكسر الألف.
وقرأ ابن عامر {وإن} بالخفيف وهي مخففة من إن فمن فتح كان المعنى في قول الخليل إنه يحمل على الجار التقدير لأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقوني لهذا ومثل ذلك عنده قوله: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله} أي لأن المساجد له فلا تدعوا مع الله أحدا وكذلك قوله: {لإيلاف قريش} كأنه قال فليعبدوا رب هذا البيت لإيلاف قريش.
وقال قوم إنها مردودة على ما وتقدير الكلام أي إني بما تعملون عليم وبأن هذه أمتكم ومن كسر جعل إن استئنافا وابتداءا خبر من الله جل وعز.
{مستكبرين به سمرا تهجرون} 68.
قرأ نافع سامرا {تهجرون} بضم التاء وكسر الجيم من أهجر يهجر إذا هذى فمعنى تهجرون أي تهذون وقالوا أهجر المريض إذا تكلم بما لا يفهم فكان الكفار إذا سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلموا بالفحش وسبوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال جل وعز: {مستكبرين به} أي بالقرآن أي يحدث لكم بتلاوته عليكم استكبارا سامرا تهجرون قال ابن عباس تأتون بالهجر والهذيان وما لا خير فيه وفي الحديث في زيارة القبور «زوروها ولا تقولوا هجرا» ويجوز أن تكون الهاء للبيت العتيق سامر وجمعه سمار وهم الذين يتحدثون بالليل في السمر والسمر ظل القمر.
وقرأ الباقون بفتح التاء المعنى أنكم تهجرون النبي صلى الله عليه وآياتي وما يتلى عليكم من كتابي فشبه الله تعالى من ترك القرآن والعمل به كالهاجر لرشده.
{أم تسئلهم خرجا فخراج ربك خير} 72.
قرأ حمزة والكسائي {أم تسألهم خراجا فخراج ربك} جميعا بالألف وقرأ ابن عامر جميعا بغير ألف.
وقرأ الباقون {أم تسألهم خرجا} بغير ألف فخراج بالألف.
قال السدي {أم تسألهم خراجا} أي رزقا {فخراج ربك} خير أي رزق ربك خير قال ومن قرأ {خرجا} أراد جعلا وقال آخرون الخرج الجعل والخراج العطاء وقال آخرون الخرج والخراج بمعنى واحد.
{سيقولون لله} 87 و89.
قرأ أبو عمرو {سيقولون الله} {سيقولون الله} بالألف فيهما ولم يختلفوا في الأولى، وقرأ الباقون {لله} {لله}. من قرأ {سيقولون الله} فهو على جواب السؤال إذ قال قبلها {من رب السموات السبع} 86 فالجواب {الله} وأما من قال: {لله} فعلى المعنى وذلك أنه إذا قال من مالك هذه الدار فقال في جوابه لزيد فقد أجابه على المعنى دون ما يقتضيه اللفظ والذي يقتضيه من مالك هذه الدار أن يقال في جوابه زيد وإذا قال لزيد فقد حمله على المعنى وإنما استقام هذا لأن معنى من مالك هذه الدار ولمن هذه الدار واحد فلذلك حملت تارة على اللفظ وتارة على المعنى والجواب على اللفظ هو الوجه لأنك إذا قلت من صاحب هذه الدار فأجبت زيد لكان جوابا على لفظ السؤال ولو قلت في جواب من صاحب هذه الدار لزيد لجاز لأن معنى من صاحب هذه الدار معنى لمن هذه الدار.
{سبحن الله عما يصفون علم الغيب فتعلى عما يشركون} 91 و92.
قرأ نافع وحمزة والكسائي وأبو بكر {عالم} بالرفع وقرأ الباقون {عالم} بالخفص ردا على قوله سبحان الله عالم الغيب فأما الرفع فعلى أن يكون خبر ابتداء محذوف كأنه قال هو عالم.
{قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا} 106.
قرأ حمزة والكسائي {شقاوتنا} بالألف وفتح الشين وقرأ الباقون {شقوتنا} بكسر الشين من غير ألف وهما مصدران تقول شقي من الشقاوة والشقوة والشقوة كالفطنة والشقاوة كالسعادة.
{فاتخذتموهم سخريا} 110.
قرأ نافع وحمزة والكسائي {سخريا} بالضم وفي ص مثله وقرأ الباقون بالكسر.
وقال الخليل هما لغتان وقال آخرون بل ما كان في الاستهزاء فهو بالكسر وما كان من جهة السخري فهو بالضم والكسر أحسن لاتباع الكسرة ويقوي الكسرة قوله بعدها {وكنتم منهم تضحكون} والضحك بالهزء أشبه وحجة الرفع اجماع الجميع على الرفع في سورة الزخرف {ليتخذ بعضهم بعضا سخريا} 32 فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى.
{إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} 111.
قرأ حمزة والكسائي {إنهم هم الفائزون} بكسر الألف وقرأ الباقون بالفتح والفتح على وجهين أحدهما أن يكون أنهم في موضع المفعول الثاني لأن جزيت تتعدى إلى مفعولين قال الله جل الله وعز {وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا} ويجعل {أنهم} في موضع نصب على تاويل إني جزيتهم اليوم بما صبروا الفوز يعني الجنة وإن شئت لم تأت بالمفعول الثاني في جزيت فكان معناه أثبتهم ولم تذكر ما أثبتهم ثم قلت لأنهم هم الفائزون بأعمالهم السابقة.
قال محمد بن يزيد التفسير الأول أجود لأن الفوز هو الجزاء وليس بعلة للجزاء ومن كسر إن يقول إن الكلام متناه عند قوله: {بما صبروا} ثم أخبر فقال: {إنهم هم الفائزون} قال أبو عبيد هذا مدح من الله لهم.
{قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قال إن لبثتم إلا قليلا}.
قرأ حمزة والكسائي {قل كم لبثتم في الأرض قل إن لبثتم} بغير ألف فيهما على الأمر ودخل ابن كثير معهما في الأول.
وقرأ الباقون {قال} {قال} على الخبر عما هو قائل أو من أحب من عباده أو ملائكته للمبعوثين يوم القيامة سائلا لهم عن لبثهم بعد وفاتهم وهو فعل منتظر وجرى بمعنى المضي لأن أخبار القيامة وإن كانت لم تأت بعد فهي بمنزلة ما قد مضى إذ ليس فيما مضى شك في كونه ووجوبه فجعلت أخبار القيامة في التحقيق كما قد مضى.
وحجة من قرأ {قل} أن المعنى في ذلك أن أهل النار قيل لهم قولوا كم لبثتم في الأرض عدد سنين على الأمر لهم بأن يقولوا ذلك فأخرج الكلام على وجه الأمر به للواحد والمراد الجماعة إذ كان المعنى مفهوما والعرب تخاطب الواحد ومرادهم خطاب جماعة إذا عرف المعنى كقوله: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} و{إنك كادح} والمعنى مخاطبة جميع الناس.
{أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} 115.
قرأ حمزة والكسائي {وأنكم إلينا لا ترجعون} بنصب التاء وكسر الجيم وحجتهم قوله: {وإنا إليه راجعون}.
وقرأ الباقون {ترجعون} بضم التاء وحجتهم قوله: {وإليه تقلبون} و{ثم إلى ربهم يحشرون} اهـ.